الأدلة العقلية عم إثبات نبوة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) :

   1 - ما هو الفرق بين الدليل العقلي والدليل النقلي ؟

     الدليل العقلي هو: ما أدركه العقل في الموضوع الذي هو محل الاستدلال، كالاستدلال بخلق السماوات والأرض، وخلق أنفسنا على وجود الخالق سبحانه، وأنه عليم قدير حكيم.

    والدليل النقلي هو: الدليل النصي من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو إجماع أهل العلم.


  2 - الحكمة من بعث الرسل والأنبياء :

      إن الله تعالى ذكر الحكمة من بعثه الرسل والأنبياء، وهي قطع الحجة على الناس، لئلا يعتذروا يوم القيامة بعدم بلوغ دعوة الله تعالى إليهم، ومن الأدلة على ذلك:
          أ -  قوله تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِير [المائدة: 19].
          ب -  قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ [النساء: 165].
               أي: يبشرون من أطاع الله واتبع رضوانه بالخيرات، وينذرون من خالف أمره وكذب رسله بالعقاب والعذاب.
               وقوله تعالى: لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء: 165].


  3 - ما الفرق بين معجزة النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) و معجزة الأنبياء السابقين؟

       أ - إنّ معجزات الأنبياء والمرسلين من قبل هي معجزات حسيّة مادّية مشاهدة كان يراها القوم ويتلّمسوا حقيقتها بمشاهدة أعينهم، ومثال على ذلك ناقة صالح -رضي الله عنه-، وثعبان -موسى عليه              السّلام- الذي التقم ثعابين السّحرة على مرأى النّاس أجمعين، بينما تختلف معجزة القرآن الكريم في كونها معجزة تدرك إعجازها العقول حينما تتبيّن وجوه الإعجاز اللّغويّ والعلميّ في آيات                   القرآن الكريم وسوره والتي لا يستطيع إنسٌ أو جان على أن يأتي بسورةٍ من مثلها .

       ب - إنّ معجزة القرآن الكريم هي معجزةٌ باقية إلى قيام السّاعة وليست محدّدة بوقتٍ وزمانٍ معين، بينما معجزات الأنبياء والمرسلين انقضت في وقتها أو بموت النّبي صاحب المعجزة والآية .

   

الأدلة العقلية على إثبات نبوة محمد ( صلى الله عليه وسلم ) :

نتيجة بحث الصور عن اقوى ادلة لثبوت نبوة محمد

1 - سيره محمد صلى الله عليه وسلم قبل النبوة

    لم تثبت نبوة نبي في شريعة من الشرائع بالبراهين العقلية القاطعة كما ثبتت نبوه محمد صلى الله عليه وسلم والدليل مستقى من حياته فقد ثبتت انه نشأ أمي لا يعرف شيئا من شرائع الأمم وأديانها     ولو حصل ذلك لأذاعه أعداؤه ليكون ذريعة لهم في إنكار نبوته.

    وتعد سيرته صلى الله عليه وسلم أية صدق على انه رسول ففي بواكير حياته وقبل بعثته لم يعرف عنه مخالطه قومه في المجون واللهو وعباده الأصنام فكانت حياته مبراة من شوائب الجاهيله         ومعايبها فلم يسجد لصنم ولم يشارك أقرانه المعاصي بل كان يؤثر العزلة والخلوة بعيدا عن باطل القوم . كما عرف بالصادق الأمين إذ من عرف بالصدق مع الناس فانه من باب أولى لا يكذب في       رسالته وتبليغه عن الله تعالى.

    و قد وصفته السيدة خديجه (رضي الله عنها) بقولها: (( انك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق))

    و قد بعث صلى الله عليه وسلم بعد سن الأربعين وكانت أخلاقه موضع ثناء رب العزة إذ قال سبحانه وتعالى (انك لعلى خلق عظيم) وأي ثناء أعظم من شهادة رب العالمين.

    كما عرف بسلامه العقل و سداد الرأي والتفكير و الاستقامة وتجرده عن المصالحة الخاصة وتنزهه عنها فأبى جميع ما عرض عليه من مغريات من مال وجاه مقابل تخليه عن الدعوة وكان صلى      الله عليه وسلم زاهدا في الدنيا ولم يحي حياة الملوك بل قنع في دنياه ولم يورث درهما وعاش عيشه متواضعة.

2 - موقف النبي صلى الله عليه وسلم من قومه وإيه صدق على ثبوت نبوته

   حمل النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة نورا وهدى للعالمين فانكر عليه قومه وتعرضه لأصنامهم واخذوا يساومونه على أحطام الدنيا لقاء تخليه عن دعوته فعرضوا عليه الجاه والمال والنساء        فرفضها وقاطعوه ومن معه من المسلمين واتبعوا أساليب الكيد لهذه الدعوة والحقوا به وبأتباعه صنوف الأذى الجسدي والنفسي والمعنوي حتى اضطر إن يهاجر المدينة أضافه إلى محاولات قتله      والتخلص منه ومحاربته نفسيا إلا انه صلى الله عليه وسلم بقي ثابتا شامخا إمام كل هذه المكائد فلم تهن له عزيمة ومضى في تبليغ الدعوة دون كلل أو ملل ثم حدثت مواجهات عسكريه مع خصومه    كتب الله – تعالى – له النصر فيها لما كان عليه من ثقة قويه بالله عز وجل وتقوى له وكل ذلك دليل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم .

3 - الاستدلال بجوهر الرسالة على صدق النبوة

   إن أي إنسان ينظر بتبصر فيما جاء به صلى الله عليه وسلم من دعوه للتوحيد وبيان لأصول العبادات الصحيحة ونظم المعاملات بين الناس ومناهج الأخلاق ومبادئ السياسة يرى في كل ذلك موافقة    للحق بلا شك فلا يجد تناقضا ولا تهافتا في نصوص دعوته ولا ضعفا في أصول الشريعة ولا في فروعها علما بان ما يأتي به أي إنسان – مهما بلغ من العبقرية – لا يخلو من شيء من الضعف        والنقص والخطأ .
   فجوهر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وكمال أصولها وفروعها مشاهد عظيمة على صدق رسالته الموحى بها من عند الله عز وجل.

4 - القرآن الكريم دليل عقلي على صدق النبوة

   إن القرآن الكريم معجزه الرسول صلى الله عليه وسلم المعنوية والعقلية وهي باقية بحفظ الله لها وبها تحدى الله تعالى الإنس والجن على إن يأتوا بمثل هذا القران الكريم أو بعشر سور أو سوره منه    فعجزوا لما اتصف به من الفصاحة والبلاغة والتي عجز عن محاكاتها كبار فصحاء العرب.

   وقد رفع الرسول راية التحدي وهو واثق بان ما أوحى به إليه لا يمكن الإتيان بمثله وهذا ما أكده القران الكريم قال تعالى(وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبادنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا          شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين؛ فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين)

  فالقرآن الكريم بما اشتملت عليه من ألفاظ وتراكيب وعلوم ومعرف وأخبار وتشريعات وغيبيات دليل واضح على انه ليس من محمد صلى الله عليه وسلم وإنما هو من عند الله عز وجل.

5 - المعجزات الحسية للنبي صلى الله عليه وسلم :

     أ - تكثير الماء ونبْعه من بين أصابعه الشريفة:

       وقد وقع من هذا شيء كثير من الرسول - صلى الله عليه وسلم - نذكر طرفًا منه: فمن ذلك ما رواه جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: عطِش الناس يوم الحُديبية ورسول الله - صلى الله عليه            وسلم - بين يديه رَكوة، فتوضَّأ منها، ثم أقبَل الناس نحوه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما لكم؟))، قالوا: يا رسول الله، ليس عندنا ماء نتوضَّأ به ولا نشرب، إلا ما في رَكوتك، قال:              فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - يده في الرَّكوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العُيون، قال: فشرِبنا وتوضَّأنا، فقلت لجابر: كم كنتم يومئذٍ؟ قال: لو كنَّا مائة ألف، لكفانا، كنا خمس             عشرة مائة


   ب - كثير الطعام القليل؛ ليشبع العدد الكثير:

        وها هو - صلى الله عليه وسلم - يدعو جيشًا كاملاً ليَتناولوا الطعام عند جابر، وما هو الطعام؟ شاة واحدة! حتى ظنَّ الصحابي أنه سيُفضَح، ولكن ببركة ومعجزة النبي - صلى الله عليه وسلم - أكَل           الجميع حتى شبِعوا، وتبقى طعام لأهل جابر.

        ويعبِّر لنا جابر عن ذلك كما جاء في الحديث، فيقول: فأخرَجت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجِينتنا، فبصَق فيها وبارَك، ثم عمَد إلى بُرمتنا، فبصَق فيها وبارَك، ثم قال - صلى الله عليه               وسلم -: ((ادْعِي خابزة، فلتَخبِز معك، واقدَحي من بُرمتكم، فلا تُنزِلوها))، وهم ألف، فأُقسم بالله، لأَكلوا حتى ترَكوه وانحرَفوا، وإن بُرمتنا لتَغِطُّ كما هي

  ج - انشقاق القمر:

     ومن معجزاته - صلى الله عليه وسلم - انشقاق القمر، فقد سأل أهل مكة الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يُريَهم آية، فأراهم القمر شِقَّين، حتى رأوا حِراء بينهما، وقد كان القمر عند انشقاقه بدرًا.

     وقد سجل الله ذكر هذه الآية في كتابه، فقال: ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾ ، وقد أثبت العلم الحديث وجود خطٍّ يدل على أثر انشقاقٍ في القمر قديمًا.

 د - حنين الجِذع:

     فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: كان جذعٌ يقوم إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا وضِع له المنبر، سمِعنا للجذع مثل أصوات العِشار، حتى نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع        يده عليه

 ه - تسليم الحجر:

     فعن جابر بن سَمُرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعرف حجرًا بمكةَ كان يُسلم عليّ قبل أن أُبعَث، إني لأعرفه الآن))

* من شهادات علماء الغرب على صدق النبي صلى الله عليه وسلم :

إن الدارس لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والدين الذي جاء به دراسة موضوعيه لا يمكن إلا ان يقر بصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وعظمه هذا الدين الذي جاء به ولقد أقر كثير من علماء الغرب و مفكريهم بهذه الحقيقة ومنهم الطبيب الفرنسي (بوكاي) الذي يقول(فالقرآن فوق المستوى العلمي للعرب وفوق المستوى العلمي للعالم وفوق المستوى العلمي للعلماء في العصور اللاحقة وفوق مستوانا العلمي المتقدم في عصر العلم والمعرفة في القرن العشرين ولا يمكن أن يصدر هذا عن أمي وهذا يدل على ثبوت محمد صلى الله عليه وسلم وأنه نبي يوحى إليه)
إن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العطرة والأعمال التي قام بها لدليل واضح على صدقه صلى الله عليه وسلم لا مجال فيه للشك أو الإنكار وقد أقر بذلك كل من بحث بسيرته بصدق وموضوعية.


* الحوار الذي دار بين أبي سفيان وهرقل عن سيدنا رسول الله دلالة في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم :
وأما حوار أبي سفيان مع هرقل فقد روى البخاري في الصحيح عن ابن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره :  أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهم بإيلياء فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه فقال: أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسبا فقال: أدنوه مني وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه، فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلت: بل ضعفاؤهم، قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل؟ فيه قلت: لا، قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة، قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم، قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه، قال ماذا يأمركم؟ قلت: يقول: اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول فذكرت أن لا فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله، وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت: فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله، وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل، وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم، وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك الرسل لا تغدر، وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه .



















تم عمل هذا الموقع بواسطة